Much more than a simple exhibition, this display reflects the result of six years dedicated to an intense reflection on the nature of the animal and its ambivalent relationship with the human being. Dogs, cats, birds, reptiles, silent and hieratic creatures ranging from secret-keepers to protecting deities to unlikely survivors of ancient iconographies: the theme of the animal is foreshadowed in several of El Siwi’s works as early as in the 1980s, with individual elements appearing here and there, accompanying the man along his existential journey, or in his fulfilment of his usual functions.The artist’s interest in the subject later turns into a systematic project that leads him to produce a long series of studies (drawings on paper) of animal typologies. From the beginning, these studies have no naturalistic aspiration and no interest in being scientifically accurate. Rather, the focus is on colours, movements, eyes and physical attitudes, with the objective of seizing the “personality” that lies behind each subject’s external appearance.
Moving rapidly away from these studies, which were based on a pure observation of the animal, El Siwi achieves a universe in which every subject, whether human or animal, participates fully-fledged, not liable to a hierarchical classification, but as a protagonist. The animal thus enters the scene not as a symbol or allegory, but rather as an apparition: shiny, unfathomable, unforeseeable, its presence cannot be tied down to a specific meaning. A temptation towards metamorphosis is always present and generates eternal doubt about the nature of the figures: humanised animals from “Jealousy Eats the Soul” or “Flying Lesson” are juxtaposed with the mutant human beings from the series “Days of a Capricorn” and with the portrait “Elephant man”, or trapped in a spell as in “Bewitched Prince”. Most often, however, it is the relationship between human and animal itself that remains shrouded in mystery and open to interpretation, like in a dream, as in “The Chase” or in “Mechanical Giraffe”. El Siwi sets up a fine network of cultured citations drawn from literature, cinema and art history. These are at times direct, as in the case of “Homages” to famous painters, and at times rich in visual references to other famous and less famous pieces of art, whereby he appropriates the animals of other artists, reviving them and reinventing them. Adel El Siwi combines an impressive and highly personal painting technique with an unshakable faith in the ability of this form of art to continuously give birth to new worlds. He thereby reaches a miraculous balance, offering us a work that is both strongly sensual and conceptually lucid: almost a manifesto of contemporary painting.
تتوزع الأعمال المعروضة على ثلاثة مواقع تقع بالقرب من بعضها، فى القلب من وسط القاهرة ، حيث يعيش ويعمل الفنان منذ عودته من إيطاليا فى مطلع التسعينات
يضم المعرض 270عملا ما بين لوحات مفردة وأخرى تجميعية، وطبعات وحيدة، ورسومات وقد تم انتخاب هذه الأعمال بالتحديد للعرض من بين العديد من الأعمال الأخرى ، بحيث تكشف أبعاد وملامح المسيرة التى قطعها الفنان مع تيمة الحيوان فى الأعوام الستة الماضية بشكل خاص
ست سنوات قضاها السيوي فى العمل المتواصل على حضورالحيوان، ولذا فإن ما نشاهده هنا ليس فقط معرضا فنيا، وإنما هو فى الأساس فرصة لتأمل تجربة أوسع، قضاها الفنان فى تتبع هذا التجلى الجسدى للحيوان، وعوالمه الداخلية، وتعارضات علاقته الغامضة بالإنسان
كان الحيوان حاضرا فى أعمال السيوي منذ معرضه الأول فى مطلع الثمانينات، وطوال رحلته فى التشكيل. حيث كان يتبدى كحضور مفرد مرة هنا ومرة هناك. كانت الكائنات التى يستدعيها آنذاك، كائنات صامتة وكانها انتزعت من عالم الأحلام قطط وكلاب وطيور وزواحف. تظهر بصحبة البشر فى مسيرتهم الوجودية، او كما لو كانوا حراسا على أماكن ، وأمناء على أسرار. أو كأيقونات قديمة نجت بفعل الصدفة وحدها
فى السنوات الست الماضية حول السيوى دهشته وولعه بحضور الحيوان الى مشروع طويل للتأمل والدراسة والعمل بشكل متواصل. فقطع مرحلة أولية طويلة أنجز خلالها العديد من الرسومات والدراسات على الورق، وكانت فى الأغلب تحاول الإمساك بالملامح والابعاد الجسدية للحيوان فى المقام الأول ، كى تنتقل بعدها لكشف شخصيته وخصوصيته ككائن. لم تكن تلك الدراسات معنية فقط بالبنية المادية للحيوان، ولا بمحاكاة حضوره الواقعى ، ولا بالرصد العلمى الدقيق لتفاصيله الجسدية، فقد انجذب الفنان بدرجة أكبر الى عناصر اللون والملمس والحركة والنظرة والسلوك الجسدى، فى محاولة منه للنفاذ الى " الشخصية" او الروح الكامنة خلف هذا التبدى الجسدى البازخ للحيوان
انتقل السيوي بعد ذلك الى تأسيس ذلك المجال أو الكون الخاص الذى يمكن أن تحضر داخله كافة الكائنات بكامل أهليتها، بغض النظر عن طبيعتها الخاصة، بلا تراتبية أو تمييز للأدوار، وخارج مفهوم القيمة أوالبطولة.
شكلت الأعمال التى تميل الى السرد، حلقة وصل هامة، مثل تلك التى تدور حول تيمة " العائلة"، وتتناول العلاقات البدائبة الأولية، ولكن حتى فى هذه الأعمال لا يظهر الحيوان بوصفه رمزا أو مجازا، إذ يظل محتفظا بكامل غموضه، كحضور يصعب اختراقه او توقع ما هو كامن بداخله، ويقاوم أى محاولة لتقييده داخل معنى بعينه أو بدلالة محددة
غواية التداخل بين الكائنات وتحولاتها حاضرة أيضا بقوة بين الأعمال، وتثير هواجسنا حول طبيعة تلك الحيوانات المؤنسنة التى تشارك فى الكوميديا التى يخرجها السيوى كما فى " الغيرة تأكل الروح" أو " درس الطيران"، من الجهة الأخرى يظهر الانسان فى بعض الأعمال وقد اكتسى بملامح الحيوان كما فى سباعية أيام الجدى وبورتريه الرجل الفيل ، وقد يغيب خلف الحيوان تماما كما فى الأمير المسحور. ولكن يبقى أن العلاقة بين ما هو انسانى وما هو حيوانى تظل مستترة ومفتوحة لكافة الإحتمالات ، وكاننا نتابع حلما كما فى لوحتى المطاردة والزرافة الميكانيكية
يستدعى السيوى فى هذه التجربة أعمالا أنجزها فنانون آخرون ، ليعبد صياغتها من داخل نسيجه البصرى الخاص ، وكانه يخرجها من زمنها لتشاركه الوجود فى هذه اللحظة المعاصرة، كما يستجيب للأثارات التى ترد الى عالمه من عالم الأدب أو السينما أو من تاريخ الفن مباشرة
أصر السيوى عبر تجربته الطويلة على التمسك بتقنيات تخصه، وتوصل بذلك الى صياغة أعمال يوحدها يقينه وثقته فى قدرة اللوحة دائما على اكتشاف عوالم جديدة، من داخل ذاتها وبأدوات تخصها، وفى ضرورة أن تعثر بذلك على طاقتها السردية. وها هو يقدم لنا الآن عبر اتزان حرج هذه المجموعة من الأعمال المفعمة بالحسية والمفاهيمية معا، كما لو كانت بيانا بذاتها عن التصوير المعاصر