مثل السراب، للفنان عمرو الكفراوى
إن لهذا الورق علاقة ما بذلك الواقع الذي لا مناص منه... المدينة بتوترها الصاخب، وضجيجها الذي يعلو ليملأ فراغ مخيلتك بلون رمادي تختلط فيه كيانات لتكوّن في نهاية الأمر ذلك الشكل الهلامي الهائل، والذي تستطيع التعرف عليه بقليل من التأمل في جدار المدرسة المجاورة او احدي البنايات القريبة أو في الواقف بجانب كشك السجائر، أو في يافطة البقال، أو حتى في صورتك المنعكسة على المرآة. الورق له ذلك الوجه الرمادي، والذي ينأى عنك لو أمعنت النظر فيه، ذلك الوجه الذي اتى من وراء الفوضى والعنف ذو النظرة المتوترة المتحفزة التي تسم الكل كما لو كان متورطًا في حياة لم يسعَ إليها
جميع اللوحات بالمعرض تطرح نفس السؤال والذي يشغل العديد من المصريين في هذه اللحظة، ما الذي اوصل المصريين الي تلك المرحلة المشوهه؟
اللوحات تتناول وجوه لنساء مصريات عاديات ليسوا نجوم او ممثلات خلال الخمسينيات والستينيات وهي الفتره التي تشغل الكفراوي في الكثير من اعماله حيث يري انها من الفترات الزمنية في تاريخ مصر المعاصر الحافلة بالتغيرات الاجتماعية التي ادت الي ما نحن عليه اليوم