بأصابع مرتعشة، يترحّم الفنانون في أعمالهم الصارخة على أرضهم وسمائهم، ويفتشون عن يومهم الهارب، ويطاردون مستقبلهم المشكوك فيه. يتأملون ما يحيط بهم في روتين قاسٍ، يراقبون الأراجيح الدائرة من حولهم في حيرة. الأشياء البسيطة في حديقتهم معقدة جدًّا، كما هو الحال في داخل أنفسهم المتوترة، المتسائلة عن ميكانيزم هذا التمايل الدائم والترنّح اللانهائي في الهواء، ومصير الليمون المتساقط من أشجاره الحزينة، ولماذا جرت العادة على نسيان القهوة
في الفناجين، فيصير الاستمتاع المتاح بها؛ فقط وهي باردة؟!
وعلى الرغم من أنهم قادمون من خلفيات متباينة، فقد أجبرت الظروف المحيطة الفنانين جميعًا على الالتقاء بشكل عفوي، فقادتهم المحادثات والأفكار المتبادلة إلى أن يعرضوا معًا أعمالهم المتنوّعة بين اللوحات والرسوم والتطريز. هي مختلفة في النهج والأسلوب، لكنها كلها تعبّر عن التناقضات والمشاعر المزدوجة، وتتحسس الحرية المفقودة، وتعكس الإحساس بالضعف والشعور بالوحدة، وتعالج قضايا الجسم والهوية. هي لوحات الفناء الخلفي من دون مواربة، حيث
الاشتباك الصادم مع الذات، وفضح الهموم المجتمعية الكارثية، وتعرية الأوجاع الإنسانية.
اقرأ هنا